أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب ، جامعة دمياط
مقالات اكتوبريات مناقشات كتب صور سيرة حياة اتصل بي

مأزق المجلس القادم ، وهل سيظل

أضيفت فى الاثنين 06 فبراير 2012

عند انعقاد اولى جلسات مجلس الشعب الجديد صباح 23/1 ، سيجد رئيس المجلس نفسه فى مأزق عندما يأخذ مكانه على المنصة ليلقى الكلمة الافتتاحية ، وهل يا ترى سيتحدث عن المجلس باعتباره "المجلس الموقر" كما كان يتردد على ألسنة السابقين من جهابذة المجلس ، أم أنه سيجد حرجا فى وصف هذا المجلس بصفة "الموقر" ، لأن هذه الصفة أصبحت سيئة السمعة من كثرة مالاكتها ألسنة لم تكن تعنيها ، ولكنها كانت تتخفى وراءها لتمرر كل ما هو فاسد ومزور من التشريعات والقوانين والقرارات ؟ 

لقد اصبحت عبارة المجلس الموقر مفرغة من مضمونها ، وأصبحت عبارة سيئة السمعة بما اكتسبته عبر ثلاثين عاما من دلالات سلبية ، وبما ارتبطت به من أشخاص ثبت فسادهم ، وهى فى ذلك مثل عبارات كثيرة شاعت فى مصر فى عصر الرئيس المخلوع ، وذلك مثل عبارة "نحن نعيش أزهى عصور الديمقراطية" التى كانت تتردد على لسان صفوت الشريف ، أو عبارة " خطاب تاريخى هام " التى كان يصف بها رؤساء تحرير الصحف القومية أى هرطقة يهرطق بها المخلوع ، أو عبارة "حسب توجيهات السيد الرئيس" التى كان يذيل بها الوزراء والمسئولون تصريحاتهم بما يكشف عن عجزهم عن اتخاذ القرار الذى يرونه لأنهم لم يكونوا يرون إلا ما يراه السيد الرئيس . . . شاعت عبارات كثيرة ثبت زيفها مثل "وصول الدعم إلى مستحقيه" ، "سيدة مصر الأولى" ، "الفكر الجديد" ، "مصر مبارك" ،"الحزب الوطنى الديمقراطى " وأخيرا شاعت عبارة " المرحلة الانتقالية " وهى فى جوهرها "مرحلة انتقامية ". 
وسيجد رئيس المجلس نفسه يبحث عن وصف جديد أو كلمة جديدة يضيفها إلى المجلس من وحى الحالة التى تكون فيها وخرج إلى النور ، وأرى أن عبارة "مجلس الثورة" هى التسمية الأنسب ، إذ يعتبر ابنا شرعيا لهذه الثورة ومحصلة لإبداعها ونقائها وطهارتها ، وهى المعانى التى تجعلنا نحيد عن الوصف القديم ؛ هذا الوصف الذى شاع على ألسنة مخلوعين ومسجونين ومنبوذين ومعزولين . أتخيل أحيانا فيفى عبده وهى تسخر من المجلس فى صورته القديمة ـ على طريقتها فى مسلسل "كيد النسا" وهى تردد :موقر . . موقر . . موقر . . موقر . . موقر . . خمسة موقر " 
إن المعنى الذى ترسخ فى أذهان المصريين الآن لكلمة "موقر" هى : "مزور" أو "محقر" وهو مالا ينبغى أن نلوث به سمعة المجلس القادم . ولنحذر جميعا أن نطلق على هذا المجلس أو على رئيسه أو أى من أعضائه صفة "الموقر" إذ أصبحت هذه الصفة مهينة ، ولنسعد بالحديث عنه من خلال عبارة "مجلس الثورة" ؛ فليكن هذا " رئيس مجلس الثورة" وذاك " عضو مجلس الثورة ، وعندما يتوجه رئيس المجلس إلى أعضائه يكتفى بقوله : " أعضاء مجلس الثورة . . . " إذ ينبغى أن يعزل وصف "موقر" مالا يقل عن ثلاثين عاما حتى يبرأ من دلالات ملوثة للسمعة ، وبعد ذلك يمكن استخدامه استخداما جديدا بعد أن يطهر من أدرانه التى لحقت به ، ومما شابه من تدنيس وتدليس على لسان فتحى سرور وأعضاء المجلس المنحل ، ولعل هذا يكشف حجم الجرم الذى ارتكبته هذه العصابة وذلك حين لم تفسد الحياة السياسية فقط ، ولكنها أفسدت الحياة فى مجملها بما فيها اللغة التى انتكست وذبلت واكتسبت معان غير معانيها ، وتلونت بايحاءات ضد مبانيها ، ناهيك عما يدور الآن على ألسنة الشباب من تعبيرات ركيكة ولغة شاذة . ومن الآن لا وجود للمجلس الموقر ، وأهلا بمجلس الثورة ، وكفى بالانتساب إلى الثورة شرفا وتعظيما ، تبجيلا وتوقيرا .

تعليقات القرآء

كتب إبراهيم جابر علي فى الجمعة 12 أبريل 2013

السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي الجليل الدكتور أحمد عبد الحي. أفتخر دائما وأعتز أن كنت واحدا من الجيل الذي تربى على يديك ،أنا الآن مدرس بكلية اللغة العربية بتنوشين ـ ننغشيا ـ جمهورية الصين أحمل مصباح فكرك الجسور وبصيرتك الثاقبة لأنير دروب العيد من أبناء غير الناطقين بالعربية لعلي أجد هنا عوضا عن مكاني في الجامعة المصرية . أُشْرَفُ بأن كنت تلميذك ـ ولا زِلْتُ ـ أفتح أفقا جديدا للمعرفة في أقصى بلاد الأرض وقد عرف جميع الأساتذة في هذه الكلية أنك أستاذي وأفتخر بذلك . أستاذي الأفضل فلتسمح لي بألا تكون هذه الرسالة هي الأخيرة. والسلام عليكم
(إبراهيم جابر علي) مدرس بكلية اللغة العربية بتونشين ،جمهورية الصين الشعبية.

خطأ
شكرا

شارك بآرائك وتعليقاتك




CAPTCHA security code