صدمة الوعى
أدين لبعض أساتذتى الذين أيقظونى من الغيبوبة الفكرية بفضل ما تعرضت له من صدمات كهربائية ، غير أن هذه اليقظة ما كان لها أن تتحقق إلا من خلال تضافر جهود فريق من الأساتذة الذين بدوا كما لو كانوا معنيين بشأن واحد قد اتفقوا سلفاً عليه رغم اختلاف التخصصات ، هذا الشأن هو نزع الوعى الزائف وزرع الوعى الصحى ، وهذا يدعونى إلى التساؤل المستمر ..
إذا كانت عملية نزع الوعى الزائف وزرع الوعى الصحى قد استهلكت أربع سنوات من الدراسة الجامعية أعقبها جهود علمية متتالية لإنسان لم يكن أمياً ولا جاهلاً ، بل كان معلماً و أمضى أربعة عشر عاماً فى مراحل تعليمية سابقة وكانت تربته العقلية مهيأة لاستقبال بذور التغيير ، فكم تستهلك مثل هذه العملية من جهد ومن وقت إذا أردنا أن نجريها للمجتمع لاسترجاع وعيه الغائب ؟ .
هذا هو السؤال المقلق والمفزع لأنه إذا افترضنا جدلاً أن التربة الإجتماعية مهيأة ، فإن جهود الأساتذة الجسورين القادرين على إحداث الصدمات ، تضيع فى خضم محيط تعليمى إعلامى آسـن يجر الرؤس من انوفها ليجبرها على الاستحمام فى مستنقع الجهل والضلال .
وهل مثل هذه الصدمات تجدى فى مجتمع ظل مسترخياً منذ سنوات بعيدة ، على شواطئ السعادة البليدة ؟ .
أتصـور أنـنـا بحـاجة إلى زلـزال .
كتابات د. أحمد عبد الحي والشرفاء من الكتاب ـ بلا مجاملة ـ جزء من تاريخ المقاومة المصرية في وجة القهر والفساد ، فالإنسان عندما يعجز عن تغيير الواقع بالفعل يغيره بالكلمة التي تساوي الفعل ، بل وتكون في بعض الأوقات أكثر تأثيراً من الفعل نفسه ؛ ولذا عظّم كثير من الشعراء شأن الكلمة واعتبروها شرف الإنسان .
لقد تأملت كثيرا ثورة الشباب الماضية ، وقلت في نفسي : من الذي غرس روح المقاومة ورفض الفساد في قلوب هؤلاء الشباب ؟ من الذي ظل دائما يحارب الأفكار الداعية إلى الخنوع والانهزامية ؟ من الذي ساهم في إنارة الطريق وكشف الأقتعة الزائفة أمامهم ؟ .. بالطبع ليست أجهزة إعلام النظام السابق أو أبواقة أو مؤسساته الثقافية التي باتت تسبح بحمد مبارك المعصوم من الخطأ.
إن لم يكن د.أحمد عبد الحي وأمثاله من المخلصين ، فمن يكون ؟
مازلت أتذكر كلماته وأنا في السنة التمهيدية للماجستير : "إن همي الحقيقي إصلاح هذا البلد وكشف الفاسدين "
شحاتة الحو