أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب ، جامعة دمياط
مقالات اكتوبريات مناقشات كتب صور سيرة حياة اتصل بي

يوم الهول الأكبر

أضيفت فى السبت 19 يناير 2019
في مثل هذا اليوم 15اكتوبر 1973 رصدت طلائع لقوات إسرائيلية تعبر القناة من الضفة الشرقية الى الضفة الغربية متخذة من الحدائق المترامية في منطقة الدفرسوار المتاخمة لمدبنة الإسماعيلية مقرا لها. وبناء عليه صدرت الاوامر بتحرك كتائب القوات الخاصة ( الصاعقة والمظلات ) من وحداتها في انشاص الى اماكن بعيدة في الصحراوات الممتدة حتى الإسماعيلية، بتنا هذه الليلة في معسكر الجلاء ،في الصباح تم انتشار جميع جنود القوات الخاصة في الصحراء المتاخمة للمعسكر ،وكان على كل منا ان يحفر حفرة الدفاع الجوي السلبى حماية من ضربات الطيران القريبة منا .وفي الساعة الرابعة مساء صدرت اوامر بجمع السرايا كل على حدة ، بعد الانتهاء من البروتوكول المتبع ، ، وقف النقيب عبدالرءوف محمد حلمى قائد السرية الثالثة كى يلقن جنوده المهمة المكلفين بها ، وكانت على هذا النحو :
لقد عبرت مجموعة من القوات الإسرائيلية قناة السويس بصحبة اربع دبابات ، والمهمة هى تدمير هذه المجموعة . يالها من مهمة يسيرة يمكن ان ينفرد بتنفيذها فرد RBJ واحد .اقلت المركبات الجنود بعد صلاة المغرب وتركتهم على مشارف حدائق الدفرسوار التى تسلل اليها الاسرائيليون ..اتخذ الجنود وضع تشكيل المعركة وصدرت الاوامر بالتحرك في اتجاه المتسللين ، ، الروح المعنوية للجنود في أقصى درجة مد لها ، حتى انهم وهم في طريقهم لم يكفوا عن تبادل ثمار البرتقال الناضجة التي كانت في متناول الأيدي ، واختلاط هذا بالقفشات ممزوجة بالسخرية من هذه الجماعة التي جاءت لتلقي حتفها بكل سهولة .ازدادت درجة توغلنا وعلى بعد خمسين مترا ظهر شبح دبابة رابضة في خندقها ، لم تكن الرؤية واضحة لان الليل كان قد خيم ، كلف الجندى الدمياطي عبدالغنى عياد ان يطلق طلقته الأولى باتجاه الدبابة .....ثمة اغفاءة مباغتة
خيمت على مسرح العمليات كله ، لنفتح اعيننا على مشهد ظنناه يوم القيامة ؛ يوم الهول الأكبر،

خطأ
شكرا

شارك بآرائك وتعليقاتك




CAPTCHA security code