اباء السيسى واجداده (وجوه من القوات المسلحة)
أضيفت فى السبت 19 يناير 2019
الوجه الأول : مساعد حسين عبد القادر :في مدرسة المظلات بأنشاص ، أطل علينا بوجهه الأسمر الوسيم ، ونظراته المتوقدة ذكاء ، وحركاته الواثقة ، والتلويح بيده الذي يأتي منسجما ومتمما لنبرات صوته ، وهو يلقى علينا خطبه الحماسية التي كان يجد نفسه مدفوعا إليها بحكم الظرف القاسي الذي كانت تمر به مصر عقب نكسة 67، هذه الخطب التي جعلت صورته تتماهى في نفوسنا مع صورة جمال عبد الناصر سيما حين يتهدج صوته ليذكرنا بواجبنا إزاء الجنود الإسرائيليين الذين يلوثون قناة السويس بالاستحمام فيها والاستجمام على شاطئها ... وقد كانت وجوه الشبه كثيرة ، فهما صعيديان أسمران تنطق كل خلية فيهما بحب هذه الأرض والتفانى في عشقها والوصول إلى أبعد مدى في التضحية من أجلها ، كان صدقه حقيقيا ،لا افتعال فيه ، ولا آثر لرياء أو نفاق أو ادعاء ، هكذا خلقه الله ، ولا تبديل لخلق الله ، حاسما كان وجازما إلى أقصى درجة ، وإنسانا يبكى أمام المواقف البسيطة كأنما يسكنه طفل .
لم ألتق في حياتي إنسانا يذوب عشقا في تراب هذا الوطن كما التقيته ، ولم أسمع خطابا حماسيا يتحدث عن مصر وزعفران ترابها وفيروز رمالها كما سمعت منه .
ولم أر في فترة تجنيدي إنسانا يعدل بين الجندى الصغير والضابط الكبير في الثواب والعقاب كما رأيته .
إنه المساعد حسين عبد القادر ، كبير معلمي مدرسة المظلات أو إن شئت قل : هو مدرسة المظلات ، ذلك أن المدرسة بدونه كانت تبدو خالية وهى تغص بكل زبائنها ، كما هى ممتلئة به ؛ لأن مجرد وجوده كاف لاستدعاء كل زبائن المدرسة من قادة وجنود وضباط صف ، ومعلمين ومساعدي معلمين.
وكل معلمي مدرسة المظلات، كانوا من صف الضباط، ولم يكن بينهم ضابط واحد، أو هكذا كان الأمر أثناء الفرقة (115) التي كنت أحد أفرادها في الشهور الأولى من عام 1968.
لكن صف الضابط كان يوازى في قوته وجسارته وتأثيره مائة ضابط .... هكذا رأينا صف الضباط في مدرستي الصاعقة والمظلات ، لقد كان حسين عبد القادر أسدا ، ولم تحل له الحياة إلا وسط حشد من الأسود، حتى الجنود المستجدون أراد لهم أن يكونوا أسودا، أما الضباط الذين أوفدتهم وحداتهم للحصول على فرقة القفز عادوا إليها أسودا يحدثون زملائهم عن روعة التدريب في مدرسة المظلات وعن أسدها حسين عبد القادر .
هذا الفريق من ضباط الصف هم الذين كانت تقوم على أكتافهم أعباء التدريب وهم بين الضباط والجنود الحلقة الكبرى بين حلقتين أقل حجما.
ومن رأى حسين عبد القادر، أو عرفه أو تخرج في مدرسته يعرف أنني لا أبالغ إذا قلت إنه يعدل ألف ضابط.
من طينة بشرية فائقة الجودة سواه خالقه ، فارسا نبيلا ، ومقاتلا جسورا ، صادقا وأمينا ، نظيفا وعفيفا....كأنما كان يدرك حساسية الموقع الذي يشغله، إنه مسئول عن مدرسة المظلات ؛ أحد جناحي القوات الخاصة ، أما جناحها الثاني فيتمثل في مدرسة الصاعقة التي يتخرج فيها أبطال الصاعقة والمعنى أنه المسئول عن سلاح له خطورته وتأثيره في المعارك، وكما كان يقال لنا : إن جندي القوات الخاصة يساوى عشرة جنود من الأسلحة الأخرى ،وكانوا يؤكدون ذلك بما نناله من تحسين مستوى الطعام ومن أصناف إضافية ننالها هذا فضلا عن علاوة القفز التي كان يحسدنا عليها زملاؤنا في الأسلحة الأخرى...والزى الخاص المميز لجندى القوات الخاصة ؛ هذا الأفرول المموه ، والبيريه الاحمر للمظلات والأزرق للصاعقة والبادج المعلق على الصدر والذى يعلن عن نوع السلاح الذي ينتمى إليه الجندى. أما الحذاء فكان مميزا هو الآخر برقبته الطويلة التي تبتلع فوق الجورب طرفى البنطلون ، فيبدو الحذاء برقبته الطويلة لامعا مختالا بين البيادات الأخرى مقطوعة الرقبة