المسلمون كائنات ضارة ...
أضيفت فى الجمعة 10 أبريل 2015
كان لابد أن يتدخل الرئيس السيسي – كحاكم وصاحب قرار ومسئول – فى ملفين مصييرين ؛ ملف الدين ، وملف النيل ؛ فى الملف الأول طالب بضرورة ثورة دينية لترشيد الخطاب الدينى ، وفى الملف الثانى تم التوقيع على وثيقة حماية النيل ، وذلك لأن مصائر المصريين تتوقف على تعديل ما شاب هذان الملفان من تجاوزات وتعديات .وقد تبارى الأعضاء فيما بينهم لاستعراض الحيثيات التى تمهد للقرار المزمع صدوره ، ويمكن أن نتصور تلك الحيثيات فى هذه النقاط :
1- المسلمون ناكرون للجميل ... كم قدمنا لهم من ثمار إبداعنا المادى والمعنوى على السواء ... الرفاه المادى الذى يرفلون فيه إن هو إلا ثمرة من ثمار إبداعنا وعرق أفكارنا . أما الثمار المعنوية فحسبنا التذكير بأن قيم العدل والحرية والمساواه قد اقتبسها طهطاويهم من الدستور الفرنسى ، أما قيم العقلانية فقد تشربها إمامهم الشيخ محمد عبده بُعيد احتكاكه بثقافتنا ، وكان يمكنهم استثمار بذور هذه القيم ، غير أنه لا التربة العربية ولا العقل العربى كانا مهيئين لاحتضان هذه البذور ... وظلوا يتعثرون ... كلما حملت حضارتهم ... أُجهضت ، كأن غرائزهم مشدودة إلى الوراء ... إلى الماضى البعيد ... رفض جمعي للتطور والتجديد ، وتمسك مرضي بالثبات والتقليد .
2- المساحة الأرضية التى يشغلها المسلمون فى هذا الكون حافلة بالخيرات ... ماء ، هواء ، شمس ، آثار ، معادن ، تربة خصبة ، وهى المقومات التى إن أُحسن استغلالها تحولت هذه البقعة إلى جنة يتمتعون بها فى دنياهم ، مثل الجنة التى ينتظرونها فى أُخراهم . انظر ما فعلوه بشريانى الحياة المادى والروحى ؛ النيل والدين ... تحول الأول من واهب للحياة إلى مصدر للمرض ، وتحول الثانى من واهب لقيم الرقى والسمو والتسامح إلى مزرعة للتعصب والتنطع ورفض الآخر وتكفيره وإهدار دمه . أما الآثار فحرمها فقهاؤهم ، ثم أحرقها جهلاؤهم ، وفى أحسن الأحوال ، باعوها بأبخس الأثمان .
3- لا يكف المسلمون عن التفاخر بإسلامهم وتعييرنا بكفرنا ، وهم دائما يتشككون فيما أخبرهم به إمامهم بأنه وجد روح الإسلام تحيا لدينا وتزدهر ، في حين لم يجد لديهم من الإسلام إلا القشرة ، إلا الرداء ، إلا الاسم .
4- عندما عجز العقل الإسلامى عن استيعاب إنجازات حاضره ، لاذ بكهف الماضى ينشد فيه الأمان ، فى الوقت الذى عجز فيه عن تطوير هذا الماضى وتطهيره ، وظل متخبطا بين حاضر عاجز عن استيعابه وماض غير قادر على تطويره أو تطهيره ، فخسر الماضى والحاضر معا ، وظل المستقبل شبحا غائما ومجهولا .
5- المسلمون مرشحون بالانقراض بفعل عوامل تعرية داخلية كامنة فيهم ؛ تتصل بعجزهم عن تطوير أنفسهم ، وعن الاندماج مع الآخرين ، ثم بفعل عوامل خارجيه حين يُجبرون الآخرين -بحكم ما يعانون من أزمات متشابكة- للتدخل فى شئونهم ، وذلك أن العالم أصبح أسرة واحدة وجب عليها تأديب أو تهذيب أي من أبنائها المارقين .
6- المسلمون ماهرون فى تدمير أفضل ما لديهم ... وانظر ماذا فعلوا بالآثار التى ورثوها عن أجدادهم ، ألم تأخذ حركة طالبان قرارا بتدمير تماثيل بوذا باعتبارها رمزا للشرك والوثنية ؟ ألم ينقلب الإخوان فى مصر على آثار حضارتهم حرقا وتدميرا ونهبا بدءا من القاهرة حتى أسوان ؟ ألم يكسروا تماثيل أسمى ما لديهم من رموز الفكر والفن ، (تمثال طه حسين) ، (تغطية رأس تمثال أم كلثوم باعتباره عورة) ، وما فعله دواعش الدولة الإسلامية بآثار الحضارة الفينيقية والآشورية ليس ببعيد .
7- من بين المسلمين حصريا ، خرجت جماعات تخصصت فى العنف والإرهاب ، كأن مهمتهم فى الحياة أن يكونوا مصدر قلق ورعب للآخرين ... أصبح الآخر عدوا لهم ، ولا يشفع له ما قدم لهم من منجزات العلم والحضارة ... هم يلعنوننا وينعمون بثمارنا ، وإذا تحرك أحدهم – بدافع الغيرة على دينه - يطالب بتطهير الدين مما شابه من أدران ، عدُّوه مفتئتا على الدين ، معتديا على جلاله وقدسيته ... لقد اعتادوا أن يغضوا الطرف عن أمراضهم وفيروساتهم ... ويا ويل من يحاول إيقاظهم من غفلتهم ، أو مصارحتهم بحقيقتهم .
8- بإمكان أى مسلم أن يُكفِّر دُولا بكاملها ، بل وقارات ، وبإمكانه – لقاء ذلك – أن يحجز عفو الله وجنته لحسابه هو وحده ، بل قد يتلبسه إحساس بأنه – حاشا لله – يمتلك الله .
9- هم يقدسون الماضى ... أى ماضٍ ... ولو كان مخزنا للعاديات تمرح فيه الفيروسات والحشرات ، والويل لمن يتجرأ على الإشارة إلى ما فى هذه المخازن من خبث وخبائث ، أقل ما سيقال فيه أنه يهدم مقدسات الأمة ، ويُهدر أمجاد السلف ، وينال من مصداقية العلماء الفقهاء .
10- لكن اللافت أنهم فى غمرة انهماكهم فى تناول الشئون الدينية ، قد نسوا الله ، وهم على استعداد للتضحية بالله وملائكته وكتبه ورسله من أجل الانتصار للغبار الذى يثيرونه ، المئذنة لديهم أهم من الصلاة ، ولقب "الحاج" المشترَى أهم من فريضة الحج ، والانشغال بشراء "ياميش رمضان" أهم من الصوم ، والاهتمام بـ "كيف يراهم الناس ؟" أهم من "كيف يراهم الله ؟" .
11- يتصور المسلمون أنهم يحتكرون الجنة وأن الله قد أعدها لهم دون سواهم ، وهم يجهلون أن الطريق إلى الجنة مفروش بالأعمال الصالحة ، ولا أحد ينكر أن هذه الأعمال من صنعنا ، ولم يكن المسلمون إلا مستهلكين لها ، وبحسب أى مسلم أن ينظر إلى منجزات أعمالنا الصالحة فى إطار بيته فقط ، بدءا من الغسالة والثلاجة والبوتاجاز والتليفون والراديو والتلفاز والموبايل والتابلت وجهاز الكمبيوتر ، وليس انتهاءا بالخاتم فى إصبعه والساعة فى يده والأدوية التى يتعاطاها من الصباح حتى المساء ... قائمة أعمالنا الصالحة لا تنتهى ومع هذا فنحن لا نتشدق باحتكار الجنة واحتجازها ، أو حرمان الآخرين منها ... نحن مشغولون بالأعمال فى حين ظل المسلمون مشغولين بالأقوال ، متوهمين أنها جواز المرور لما ينشدون من نعيم .
لا تنتهى الحيثيات عند هذا الحد ، بل تترى وتترى لتفضح واقع المسلمين الردئ ، وهم يغضون الطرف عنه ، ولا يرغبون فى الاعتراف به . مفضلين أن تظل رؤوسهم مدفونة فى الرمال ، متمادين فى كذبهم بأنهم ما زالوا "خير أمة اخرجت للناس" .
وبعد استعراض هذه الحيثيات وغيرها يخلص أعضاء المجلس بأن المسلمين أصبحوا عبئا على الكوكب الأرضى ، وانتهوا بعد المداولة إلى قرارهم الحاسم : "المسلمون كائنات ضارة" وجب إبادتها " .
ونقول إنه قبل أن يوضع القرار موضع التنفيذ ، أمام المسلمين فرصة وحيدة لمراجعة أنفسهم .
لم يعد ثمة خيار ... إما أن نكون ... أو لا نكون ... هل نغتنم الفرصة الوحيدة ... أم ننتظر تنفيذ قرار الإبادة ؟ .