الخطاب العربى بين الأمس واليوم
والأمس الحاضر فى العنوان الفرعى ليس الأمس البعيد،لكنه الأمس القريب ،والذى يعود بالتحديد إلى يوم الثلاثاء 2مايو 2006،اليوم الذى عقد فيه قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطامؤتمر "الخطاب العربى" وبحضور نخبة من أساتذة الجامعات فى الدول العربية كانت قد قدمت لهم الدعوة ،وقد تفضلوا بكتابة الأبحاث الخاصة بالموضوع وقد جمعت وتم طبعها من قبل الكلية فى كتاب يؤرخ لفعاليات المؤتمر .
وقد كان علىّ وقتئذ –بإعتبارى رئيسا للقسم –أن أعد كلمة للجلسة الافتتاحية ،وكما أنه أصعب من تأليف كتاب محاولة تلخيصه فى بضع صفحات ،كذا أصعب من تأليف عشرين كتابا فى فروع الخطاب العربى محاولة تلخيص سمات هذا الخطاب فى بضع كلمات تقال فى جلسة افتتاحية ..ولكن كان لابد أن أجتاز هذه الصعوبة وجاءت الكلمة –فى تقديرى – تعكس صورة الخطاب العربى بالأمس ؛ أى الربع الأخير من القرن العشرين وحتى زمن انعقاد المؤتمر ، أما كلمة (اليوم) فى العنوان الفرعى فتعنى حال هذا الخطاب بعد ثورات الربيع العربى ، وما نجم عنها من ظهور من ظهور جماعات الاسلام السياسى ، ولنبدأ بصورة الخطاب العربى بالأمس .
إخواننا الراتعون فى رابعة و.....
قد يدهش القارئ إذا قلت : هذه البقعة السوداء فى الثوب المصرى ، أو هذه البؤرة الجرباء فى الجسد المصرى هى نتيجة طبيعية للتعليم الفاسد الذى صدرته المؤسسات التعليمية فى الربع الاخير من القرن العشرين ، وذلك حين اصيبت هذه المؤسسات فى أضلاعها الثلاث : المنهج ،والمدرس والطالب.
إن الشر الذى انطلق يعربد فى الطرقات الأن ، ويتكوم فى بؤر صديدية إرهابية هو نتيجة حتمية لهذا التعليم الفاسد ، والذى كان قد حذر منه طه حسين فى النصف الأول من القرن العشرين فى كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر" إذ يقول على وجه التحديد :"وإذا كان هناك شر يجب أن تحمى منه أجيال الشباب فهو هذا العلم الكاذب ، الذى يكتفى بظواهر الأشياء ، ولا يتعمق حقائقها . فلننظر كيف نرد عن أجيال الشباب هذا الشر .وليس إلى ذلك من سبيل .. إلا أن نقيم ثقافة الشباب على أساس متين".
بين أيام طه حسين وأيام أبنائنا
قد يقول قائل : إن المقارنة بين أيام طه حسين التى عاشها منذ بداية القرن العشرين ، وبين أيام أبنائنا الذين يعيشون فى بداية القرن الحادى والعشرين ظالمة ، فإن قرنا من الزمان يكفى لتغيير نسق الحياة ؛ تاريخا وجغرافيا ، عادات وقيما وتقاليد ، سياسة واقتصادا واجتماعا ، فضلا عن الثورة التكنولوجية التى فجرت براكين فى دول وأوطان كثيرة . وقد يقول قائل : إن ابناءنا خلقوا لزمان غير زمان طه حسين ، وأنه ـ بسبب هذا ـ لا سبيل إلى المقارنة .
وأقول : إننا لا نقارن بين الأزمان والأماكن ، ولا أى من المفردات السابقة ، ولكن المقارنة هى فى كيف يواحه الإنسان ذاته ؟ وكيف يتعامل مع بيئته وأهله وأساتذته ؟ وكيف يبنى نفسه وعقله وروحه ؟ وكيف يتصرف فى شئونه ؟ وهى أسئلة مشروعة فى كل زمان ومكان لأنها تتصل بالكيفية الى يتم بها بناء الانسان لذاته .
مأزق المجلس القادم ، وهل سيظل
عند انعقاد اولى جلسات مجلس الشعب الجديد صباح 23/1 ، سيجد رئيس المجلس نفسه فى مأزق عندما يأخذ مكانه على المنصة ليلقى الكلمة الافتتاحية ، وهل يا ترى سيتحدث عن المجلس باعتباره "المجلس الموقر" كما كان يتردد على ألسنة السابقين من جهابذة المجلس ، أم أنه سيجد حرجا فى وصف هذا المجلس بصفة "الموقر" ، لأن هذه الصفة أصبحت سيئة السمعة من كثرة مالاكتها ألسنة لم تكن تعنيها ، ولكنها كانت تتخفى وراءها لتمرر كل ما هو فاسد ومزور من التشريعات والقوانين والقرارات ؟
مصر تنتحب
بمناسبة موسم الانتخابات شاعت عبارة "مصر تنتخب" على شاشات الفضائيات مشاركة فى تغطية حدث الساعة . لكنى كنت أقرؤها "مصر تنتحب" ، إحساسا منى أن حالة من البكاء والنحيب قد عمت أرجاء الكرة المصرية ، ومن ثم يكون الكلام موافقا لمقتضى الحال . وأسباب النحيب عديدة :